7 تصرفات يقومُ بها الشخص الكاذب
الكذب هو سلوك بشري قد يتبناه البعض في مواقف متعددة، سواء لحماية الذات أو للهروب من المسؤولية أو حتى للحصول على مكاسب شخصية. إنَّ الكذب يتخذ أشكالًا متعددة، ويمكن أن يكون خفيفًا أو متقنًا بدرجة عالية، لكن في كل الحالات يظل الكذب سلوكًا ضارًا ومؤذيًا للعلاقات الإنسانية، خاصة إذا تحول إلى عادة متأصلة في شخصيته. عادة ما يكشف الشخص الكاذب عن نفسه من خلال عدة تصرفات يمكن ملاحظتها بوضوح إذا كان الشخص المحيط به يمتلك الحد الأدنى من الوعي والانتباه لهذه السلوكيات.
في هذا المقال، سنتناول سبع تصرفات يتسم بها الشخص الكاذب بشكل عام. وهذه التصرفات تكشف عن طبيعة سلوكه الكاذب، مما يساعد في كشف الحقيقة وراء ادعاءاته.
1. التناقض بين الأقوال والأفعال
من أبرز الصفات التي قد تميز الشخص الكاذب هي التناقض بين ما يقوله وما يفعله. الشخص الذي يعتاد على الكذب قد يجد نفسه في موقف صعب عندما يتطلب منه سلوكه الالتزام بما يقول. كثيرًا ما يتحدث الشخص الكاذب عن أشياء معينة ولكنه في الواقع لا يلتزم بها. على سبيل المثال، قد يدعي أنه شخص متواضع ولكنه يتفاخر بممتلكاته أو إنجازاته بشكل مبالغ فيه.
أحيانًا يظهر هذا التناقض في المواقف اليومية البسيطة، مثل أن يدعي الشخص الكاذب أنه مريض ولا يستطيع الحضور إلى مكان ما، ولكنه يظهر لاحقًا في مكان آخر على الرغم من ادعائه. هذا التناقض يصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت، حيث تتراكم الأكاذيب وتتداخل مع أفعال الشخص.
2. التفاعل الجسدي غير الطبيعي
يظهر الشخص الكاذب في الغالب سلوكيات جسدية غير متوافقة مع المواقف التي يتعرض لها. فعلى سبيل المثال، قد يشعر الشخص الكاذب بالتوتر بشكل ملحوظ عند الكذب، مما ينعكس على حركاته أو تعابير وجهه. قد يحدث تململ أو حركة مفرطة للأيدي أو تغيير في نبرة الصوت. من المهم أن نلاحظ أن هذا لا يحدث مع جميع الأشخاص الكذابين بنفس الطريقة، ولكن في معظم الحالات، يتحول الكذب إلى مصدر للتوتر الذي يصعب إخفاؤه.
من الممكن أن يظهر الشخص الكاذب في مواقف مختلفة وهو يتجنب الاتصال المباشر بالعين، مما يعد مؤشرًا على القلق والخوف من أن يتم كشفه. قد يظهر أيضًا في بعض الأحيان توتر في الحركات أو حتى تلعثم غير متوقع في الكلام. هذه التغيرات غير المفسرة في التفاعل الجسدي قد تكون دليلًا واضحًا على كذب الشخص.
3. المبالغة في التفاصيل
يميل الشخص الكاذب إلى إضافة العديد من التفاصيل المبالغ فيها حينما يحاول تبرير كذبه. في كثير من الأحيان، يشعر الكاذب أنه يجب أن يقدم أكبر قدر ممكن من المعلومات لإقناع الآخرين بصحة كلامه. ولذلك، قد يسرد الشخص الكاذب العديد من التفاصيل الدقيقة التي لا حاجة لها في محاولته لجعل القصة أكثر مصداقية.
مثال على ذلك، قد يتحدث الشخص الكاذب عن حادث ما ويذكر تفاصيل دقيقة للغاية مثل أوقات معينة أو أماكن غير ضرورية، لدرجة أن هذه التفاصيل قد تبدو مصطنعة أو غير منطقية، مما يثير الشكوك لدى الآخرين. في المقابل، نجد أن الشخص الصادق غالبًا ما يكتفي بإعطاء التفاصيل الضرورية فقط، دون الحاجة للمبالغة.
4. التهرب من الأسئلة المباشرة
عندما يُسأل الشخص الكاذب سؤالًا مباشرًا أو محرجًا يتعلق بكذبه، فإنه في الغالب يحاول تهربًا منه أو الإجابة بطريقة غير مباشرة. قد يغير الموضوع إلى شيء آخر تمامًا، أو يجيب إجابة عامة للغاية لا تتعلق بالسؤال الأساسي. غالبًا ما يكون هدف الشخص الكاذب من ذلك هو تجنب الوقوع في فخ الأسئلة التي قد تكشف كذبه أو تجبره على تقديم توضيحات غير مرغوب فيها.
التهرب من الأسئلة المباشرة يعد من أبرز تصرفات الكاذب، وهو يختلف عن مجرد نسيان الجواب أو عدم معرفة الإجابة. في حين أن الأشخاص الصادقين لا يجدون صعوبة في الرد على الأسئلة حتى وإن كانت صعبة أو محرجة.
5. استخدام العبارات الدفاعية الزائدة
الشخص الكاذب يحرص عادة على الدفاع عن نفسه بشكل مفرط عند مواجهته بالشكوك حول صحة أقواله. قد يبدأ في استخدام عبارات دفاعية مثل “أنا لا أكذب!” أو “لن أخبرك بشيء إلا إذا كنت واثقًا”. هذه العبارات الدفاعية عادة ما تكون رد فعل سريع ضد محاولة كشف كذبه، وتعد محاولة لرفع الحواجز العاطفية لصد أي محاولة للتشكيك.
عندما يستخدم الشخص هذه العبارات الدفاعية بكثرة، قد يصبح الأمر مشبوهًا، حيث أن هذه العبارات غالبًا ما تشير إلى القلق الداخلي لدى الشخص الكاذب وحرصه على إبقاء الموقف تحت سيطرته.
6. التأكيد المفرط على المصداقية
الشخص الكاذب قد يحاول بشكل مفرط إثبات مصداقيته، حيث يبدأ بتكرار التأكيد على صدق كلامه بشكل مبالغ فيه. على سبيل المثال، قد يستخدم تعبيرات مثل “أقسم بالله” أو “أتعهد بأنني لا أكذب”، بينما الأشخاص الذين يتحدثون بصدق لا يشعرون عادة بالحاجة لإضافة تأكيدات إضافية بشأن صدق كلامهم. هذا السلوك من الشخص الكاذب يمثل محاولة لإخفاء الشكوك التي قد تساور الآخرين تجاهه.
7. إخفاء أو تغيير القصة عند الضغط عليه
عندما يتم الضغط على الشخص الكاذب بمزيد من الأسئلة أو التفاصيل حول كذبته، فإنه غالبًا ما يبدأ في تغيير القصة أو تكييف الحقائق لتتناسب مع ما يعتقد أنه سيُصدق. في بعض الحالات، قد يغير الشخص الكاذب جزءًا من القصة أو يضيف عناصر جديدة تجعل القصة أكثر ترابطًا، مما يوضح محاولة للتغطية على الكذب الأولي.
إخفاء أو تعديل الحقائق الأساسية هي من أكثر التصرفات وضوحًا التي يكشف من خلالها الشخص الكاذب عن نفسه. هذه التغييرات تكون غير منطقية أحيانًا، وقد تثير الشكوك لدى الآخرين بشكل أكبر.
خلاصة
إن الشخص الكاذب يميل إلى تبني مجموعة من التصرفات المميزة التي يمكن أن تساعد في كشف كذبه. من التناقض بين أقواله وأفعاله إلى التفاعل الجسدي غير الطبيعي، وصولًا إلى المبالغة في التفاصيل والتهرب من الأسئلة، هذه التصرفات تكشف عن حقيقة الشخص الكاذب. يعتبر الأشخاص الذين يتسمون بالكذب الدائم أكثر عرضة للوقوع في هذه الأنماط السلوكية التي تفضح كذبهم في النهاية.
الوعي بتلك التصرفات يمكن أن يساعد الأفراد على التعامل مع المواقف التي قد يتعرضون فيها للكذب، ويتيح لهم اتخاذ قرارات أفضل بناءً على ما يتم تقديمه لهم من معلومات.
